
جلست امل وحيده فى شرفة حجرتها ، و نظرت الى السماء علها تجد فى شروق الشمس التى
اوشكت ان تشرق املا يشرق فى نفسها بعد ان تحطمت كل المعانى الجميله فى حياتها ..
و تذكرت وهى تنظر لحديقة منزلها الصغيره كيف كانت تلهو بها طوال اليوم مع اخيها احمد و جارهم
عمر .. قد كانت تظل تلعب معهم حتى اذا غربت الشمس نامت سريعا من شده اجهادها بعد يوم ملىء باللعب والمرح .. انها اليوم لا تعرف طعم ولا سبيل للنوم .. واخذت تحدث نفسها :
اه قلبى المجروح المسكين و تذكرت بعد رحيل ابيها وامها و زواج اخيها كان من السهل ان تتزوج من حب العمر - عمر-
فلم يكن هناك مشكله فالمنزل الصغير الذى تركه والديها و تنازل اخاها عن نصيبه لها بعد ان علم بزواجها من عمر صديق عمره و الذى كان يعلم تماما بظروفه الماديه .. وتنهدت امل وتمتمت اه اخى الحبيب لم تشأ ان ابدأ حياتى بالديون و سهلت لنا كل العقبات و تزوجنا .. اه كم كنت سعيده وكم حاولت ان اسعده ولكن من هذا ؟؟؟
اين عمر ؟؟ اين من ترعرعت معه وكبرت .. اين حب العمر
كيف لم اعرفه جيدا و قد نشأنا سويا ..
اه يا من تمنيتك حبيب و سعدت بك نصيب .. لماذا غابت احلامى عن دنياك .. لماذا بعدت ومن الذى انساك ..
فما بين غياب احلامى و وجودها معك غاب املى .. وتاهت احلامى ..
فهل تعلم كيف جعلتنى امرأة حزينه كارهه للحياه اه..و .. وقبل ان تستمر فى سرد الذكريات المؤلمه دق الهاتف و اخذتها رجفه .. ترى من المتصل ؟؟ الساعة الان لم تتجاوز السادسه صباحا .. و توجهت للغرفه .. تناولت سماعة الهاتف بيد مرتعشه .. و همست .. من ؟؟
جاءها الصوت من الجانب الاخر .. هل هذا يا سيدتى منزل المهندس عمر ؟
امل : نعم
الصوت : من انت
امل : زوجته .. من انت .. ماذا تريد ؟؟
الصوت : اسف سيدتى لكنىمضطر لأبلاغك
اجابت امل بصوتها الذى بدأ اكثر اضطرابا : تبلغنى بماذا تكلم ارجوك ..
اجاب الصوت بحزن : البقاء لله و ..
صرخت امل بشده و اخذ جسدها كله يرتجف .. من من الذى ..
الصوت : المهندس عمر يا سيدتى انقلبت به السياره و هو عائد من الاسكندريه .. كان حادث مروع .. و كانت معه سيده ما زلنا نحاول ان نجد معها ما يدلنا على شخصيتها .. اتعرفين من هى ..؟
امل : من .. و من ..ماذا قلت .. أحدث هذا !!!
الصوت : تشجعى سيدتى .. كان الله فى عونك والهمك الصبر و ...
لم تدعه امل يكمل شىء .. وضعت السماعه .. وخرجت الى الشرفه .. نظرت الى السماء وتمنت ان تمطر انها فى حاجه ماسه لغسل همومها .. انها تتمنى ان تبكى السماء بدل منها بعد ان جفت دموعها من كثرة بكائها و صرخت :
كم صعب هذا الحساس .. حتى حزنى عليك لا استطيع ان احزنه .. حتى فى موتك لم تدع لى الفرصه لأبكيك ..
ماذا اخذت من خيانتك و اهمالك لى .... تركتنى من اجل نزواتك .. فقتلتك تلك النزوات ..
و.. احست امل بقطرات تبللها و نظرت الى السماء و قالت : اه ربى سبحانك .. وحدك الباقى لا اله الا انت سبحانك
اسمع قطرات المطر تقول لى .. قضاء الله وقدره و لكن رحمته دائما ابدا
قضاء الله و قدره ولكن ابدا لا ينسى عبده
انه الحق العادل .. المنتقم الجبار .. انه الله .و وجدت نفسها تتمتم .. انا لله وانا اليه راجعون
انهمر المطر و انهمرت دموعها وعلا صوتها تردد .. انا لله وانا اليه راجعون
انا لله وانا اليه راجعون .
تمت بحمد الله